منتدى صناع الحضارة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحبا بجميع تلاميذ ثانوية إعدادية الرشيد في هذا الفضاء الرحب من أجل تبادل المعلومات والأفكار والتجارب .

ترحب الثانوية الإعدادية الرشيد بجميع تلامذتها في الموسم الدراسي الجديد 2011-2012 وتدعوهم إلى الاطلاع على القانون الداخلي للمؤسسة واحترامه ، شكرا

    شرح حديث "كلكم راعوكلكم مسؤول عن رعيته"

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 237
    تاريخ التسجيل : 01/10/2009

    شرح حديث "كلكم راعوكلكم مسؤول عن رعيته" Empty شرح حديث "كلكم راعوكلكم مسؤول عن رعيته"

    مُساهمة  Admin الثلاثاء مارس 09, 2010 4:52 am

    نربية المسلم علي تحمل مسئوليته في الحياة الاجتماعية

    الأستاذ الدكتور/ عبد الغني بركة
    أستاذ بجامعة الأزهر






    روى مسلم رضي الله عنه في صحيحه، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته))
    صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
    صحيح مسلم

    الحديث الشريف يُشعر كل فرد في المجتمع بواجبه، ويضعه أمام مسئولياته، بأسلوب قال عنه العلماء، ليس في الباب ألطف ولا أجمع ولا أبلغ منه، فإنه أجمل أولاً ثم فصل، وأتى بحرف التنبيه مكرراً، وختم بالنتيجة والخلاصة، إشارة إلى استيفاء التفصيل.

    بدأ عليه السلام حديثه بقوله: ((ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)) فبدأ بلفظ ((ألا)) وهو حرف استفتاح وتنبيه، يؤتى به عندما يكون الحديث عن أمر ذي بال، ومن الأهمية بمكان، فلا يهجم البليغ على موضوعه دون تمهيد، بل يقدم بين يدي حديثه ما ينبه المتلقي، ليفرغ باله مما يشغله، ويتجه بكل حواسه إلى المتحدث، كي يعي ما يقول، ولا يفوته شيء منه.

    والراعي هو الحافظ المؤتمن، الملتزم بصلاح ما أؤتمن على حفظه. فهو مطالب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه. وقوله عليه السلام: كلكم راع. فيه من التعميم ما يندرج تحته كل فرد في المجتمع حتى المنفرد الذي لا زوج له ولا ولد ولا خادم، فإنه يصدق عليه أنه راع على جوارحه وحواسه حتى يعمل المأمورات الشرعية، ويجتنب المنهيات، فعلا ونطقاً واعتقاداً، فجوارحه وحواسه رعيته، وهو مسئول عنها. أما قوله عليه السلام ((وكلكم مسئول عن رعيته)) فالمراد به، أن كون الإنسان راعياً ليس بتشريف له، وإنما هو تكليف عليه أن يؤدي حقه، وينهض بتبعاته ولا يخفى ما في قوله عليه السلام ((كلكم مسئول عن رعيته)) من تحذير صريح لمن يغفل عن واجبه، ويظن أنه مطلق اليد فيما ولى عليه)).

    هذه المسئولية تتسع وتضيق تبعاً للدائرة التي يمارس الراعي مسئوليته داخلها، ولهذا انتقل الحديث من الإجمالي إلى التفصيل يقول عليه السلام: (( فالأمير الذي على الناس راع، وهو مسئول عن رعيته))

    إن أوسع دوائر المسئولية هي الدائرة التي يحتلها الحاكم، لأن مسئوليته تمتد إلى كل ما فيه صلاح الأمة، فعليه حفظ الشريعة بإقامة الحدود والعدل في الحكم، ورسم السياسات العامة، ومتابعة تنفيذها، وبالجملة هو ربان السفينة، والمسئول الأول عن قيادتها وتوجيهها إلى الطريق الآمنة، التي تحفظ سلامتها وأمنها. ومن هنا كان الإمام العادل يوم القيامة، أول من يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفي المقابل، ((فما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم، إلا حرم الله عليه الجنة))، كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم

    ثم يقول عليه السلام: والرجل راع على أهل بيته، وهو مسئول عنهم.. ومسئوليته تدبير أمورهم، والقيام بحقوقهم، وقد تضمنت النصوص الدينية تفصيل ذلك، وحددت ما لكل فرد في أفراد الأسرة من حقوق، وما عليه من واجبات، حتى يلقى الله وهو عنه راض.

    ثم يقول عليه السلام.. والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم.. وواضح ما في ذلك من مساواة بين الرجل والمرأة، فكل منهما مكلف بالقيام بمسئوليته في دائرة اختصاصه، إذ البيت مملكة المرأة، تديره بما يهييء لأفراد الأسرة كلها، حياة يسودها الحب والتعاون والتراحم كما أن عليها رعاية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة. إلى غير ذلك مما حوته النصوص والأحكام التفصيلية.

    ولم يغفل الحديث الشريف عنصراً من عناصر المجتمع، لهم دورهم الذي لا ينهض به سواهم، فقال ((والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه)) وجاء في رواية أخرى للحديث: والخادم راع على مال سيده بدلا من العبد. وبهذا يندرج في هذا العنصر كل من يرعى مصالح غيره. من عمال وموظفين، فالكل مسئول عما تحت يده من مصالح الناس، عليه أن يؤدي حقها.

    ويعود الحديث الشريف بعد التفصيل، إلى الإجمال ثانية، زيادة في تقرير المعاني واهتماماً بها فيقول عليه السلام. ألا فكلكم راع مسئول عن رعيته.. فيكرر لفظ – ألا – التنبيهية، ويدخل الفاء على ((كلكم)) وهي فاء تفصح عن شرط مقدر دخلت على جوابه، ولا يخفى ما في هذا التكرار والتلوين في الأسلوب من تأكيد واهتمام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 9:08 am